Uplifting Syrian Women

Meshleen Wehbi: A Success Story

ميشلين وهبي: قصَّة نجاح

"أؤمن بدعم المرأة للمرأة ولا أرى سوى اتجاه واحد للطريق وهو إلى الأمام"

ميشلين وهبي الشَّخصيَّة القياديَّة المُتقدَّة بالحماس، تجعلك أكثر حماساً للعمل والاجتهاد في سبيل تحقيق ذاتك، لا تترك مجالاً لليأس أو الفشل، بل تدعوك إلى التِّكرار والتعلم من التَّجربة حتَّى النَّجاح وتحقيق الذَّات.

اللَّافت أنَّ ميشلين وهبي مُهندسة زراعيَّة، بدأت دراسة الإعلام في الجامعة الافتراضيَّة السُّورية لكنها لم تنهِ دراستها لظروفٌ عديدة.

الآن تعمل في مجال العلاقات العامة في الإمارات العربيَّة المُتحدة، فكيف استطاعت أن تُثبت مهارتها وقدرتها على الإنجاز وتحقيق النَّجاح دون شهادة جامعية في المجال؟ ولاجتهادها ومثابرتها نالت جائزة مجلة استثمارات الإماراتية عن فئة الإنجاز الفردي في مجال العلاقات العامة والتواصل عام 2023م. 

دعونا نتعرَّف إلى هذه الشَّخصيَّة القياديَّة.

كيف تُحبيِّن أن تُقدمي نفسك إلى مجتمع Uplifting Syrian Women؟

أنا شابَّة سوريَّة، من قرية جميلة اسمها قطينة، أؤمن أن السعي المتواصل سيؤتي ثماره عاجلاً أم آجلاً، عملت وكافحت لتحقيق أحلامي في ظلِّ الظّروف الصَّعبة.

أفرح لأيّ ولكلّ إنجازٍ بسيطٍ للنساء وخاصَّةً السُّوريات فأنا أؤمن أنهنَّ بطلات وخارقات بالفطرة والممارسة، أسعى وأفخر بتسليط الضَّوء على نجاحات المرأة السُّوريَّة عبر فقرة قصص نجاح في مبادرة Uplifting Syrian Women.

نلاحظ أنه لا مجال لليأس أو الكلل في حياتك، فكيف لغت ميشلين من حياتها فكرة الفشل؟

لا يأس مع الحياة، ومع كُلِّ محاولةٍ حتَّى وإن لم نصب الهدف يجب أن نتعلَّم منها كيف يُمكن أن نُعيد التَّجربة مع تلافي الأغلاط الَّتي وقعنا فيها، ولابُدَّ لكلِّ طموحٍ ومجتهد في سبيل حُلمه أن يصل. في النهاية الاستسلام لا يفيد والحياة مستمرة ونحن في سباق مع الزمن، فلنكن دوماً ساعياتٍ نحو الأفضل. فأنا لا أرى سوى اتجاه واحدٍ للطريق في كافة مجالات حياتي وهو إلى الأمام.

نلتِ شهادةً في الهندسة الزِّراعيَّة، لكنَّك تعملين في مجال الإعلام، وأثبتِ جدارتك فيها بشكلٍ مُمَيَّز، فكيف بدأت رحلتك في الإعلام؟

إنَّ دراستي في مجال الهندسة الزِّراعيَّة جاء نتيجةً للمجموع العام الَّذي حصلتُ عليه في نهاية الثَّانويَّة العامَّة، وهو الحال بالنسبة للغالبية العظمى في سوريا. أمَّا الإعلام فقد كان شغفي وهدفي، واهتمامي باللُّغة العربيَّة في المدرسة ومتابعتها بشكلٍ جيّدٍ ساعدني في تقديم نفسي ككاتبة وكمدققةٍ لغويَّةٍ.

بدأتُ رحلتي الفعليَّة في مجال الإعلام مع تجربة إعادة إحياء جريدة حِمص بشكلٍ إلكترونيٍّ (وهي أقدم جريدة في سورية منذ عام 1909) الَّتي دُمِّرَ موقعها بسبب الحرب، وكانت المَهمَّة على قدر عالٍ من المسؤولية، بسبب اسم الجريدة وتاريخها العريق وأصالتها ومكانتها في ذاكرة وقلوب أهالي حمص.

بالتزامن مع ذلك بدأت رحلتي مع مجلة شبابيك، حيث ساهمت بالكتابة بأكثر من مجال، والأقرب إلى قلبي كان فقرة قصص نجاح سورية، لأنَّني أؤمن دوماً أن لكلٍّ منا قوة قصَّةٌ ملهمةٌ ومسيرةٌ مميزةٌ يجب الإضاءة عليها.

من كان الدَّاعم لكِ في رحلتك في الإعلام؟

في الحقيقة لم أجد دعماً في البداية حتى أن عائلتي رفضت فكرة أن أدرس الإعلام في الجامعة وساهموا بتوجيهي إلى دراسة الهندسة الزراعيَّة، لكن ذلك لم يثنني، فتابعت شغفي بالتوازي مع الدِّراسة.

ولا أغفل دور أحد ممن عملت معهم، من أعطوني فرصةً لتكوين خبرتي، وأخصُّ بالذِّكر (كارول زخور) مؤسسة مبادرة Uplifting Syrian Women التي آمنت بي منذ اللحظة الأولى وكانت داعمةً لرؤيتي وأفكاري ومعاً عملنا على الوصول إلى الشكل الحالي للمحتوى الكتابي في المبادرة ولن نتوقف عند أي حدّ.

ما نصيحتك للشباب الذين يدرسون تخصُصًّا دراسيًّا لا يتوافق ورغباتهم – كما حصل معك-؟

في البداية لكلِّ فردٍ منَّا تجربته الخاصَّة وحالته الفريدة وظروف حياتيَّة عليه أن يُجاريها، لكن من تجربتي الَّتي مررتُ بها، لم أرَ أنَّ دراستي لمجال الهندسة الزِّراعيَّة كان مضيعةً للوقت، بل على العكس كنت أرى الجوانب الإيجابية دوماً وأنتبه لكل ما يمكن أن يفيدني، وفي المقابل لم أتوانى عن تحقيق طموحي ورغبتي في الحياة في دخول مجال الإعلام، وقد استطعت ولا زلت أسعى للتطور وزيادة خبرتي في هذا المجال.

وعليه أدعو كلَّ فردٍ إلى أن يكون منطقيًّا قارئاً لكلِّ الظُّروف المحيطة فيه، وألَّا يتخلى عن حُلمه أبداً مهما طال وقت الوصول إليه.

أنت الآن تعملين أيضاً في مجال العلاقات العامَّة في دولة الإمارات العربيَّة المُتحدة، ونلتِ جائزةً فرديَّة في المجال عام 2023م؟ هل ترغبين بالتحدث عن ذلك أكثر؟

هناك قولٌ أحبّه يوضِّحُ أنَّ العلاقات العامّة مهمَّةٌ "كلُّ ما نقولهُ أو نفعلهُ هو علاقاتٌ عامَّةٌ" وعليه فإنَّ العلاقات العامَّة تعمل على ربط العميل مع كافة الجهات الأخرى، وإرشاده وفقاً لاحتياجاته إلى الشَّركات والخدمات الَّتي تصب في مصلحته ومنها الإعلام الذي ينقل لنا الخبرات والخدمات المختلفة التي يُمكن أن يُقدمها العميل لزبائنه من جهة مطالبهم واحتياجاتهم.

وعلى اختصاصيّ العلاقات العامَّة أن يكون على اطلاع كافٍ، فهو قد يعمل لصالح عميل في مجال الاقتصاد فعليه أن يقويّ معلوماته في الاقتصاد والإدارة العامَّة ليستخدمها في عمله، وإن كان في مجال الفنّ كذلك الأمر، إذ إنَّ طبيعة العمل تختلف وفقاً لطبيعة الجهة الَّتي يعمل معها الخبير. فهناكَ اختصاصيو علاقاتٍ عامةٍ يعملون في مجال نمط الحياة الذي يتضمن الفنّ والموضة والأماكن التَّرفيهيَّة مثل المطاعم والحدائق. وهناكَ اختصاصيو علاقاتٍ عامَّةٍ يعملون في مجال الشركات والأعمال التجارية والشركات الناشئة. والعلاقات العامَّة جزءٌ لا يتجزأ من عمل الإعلام، والعلاقة في شكلها السليم هي فائدة متبادلة.

ما الإيجابيَّات والسَّلبيَّات لعملك بعيداً عن وطنك، وكيف حققت النَّجاحات في عملك، على الرغم من الصُّعوبات البالغة الكائنة في سوق العمل الإماراتي؟

كُلَّ شابٍ في مُقتبل العُمُر يبتعد عن محيطه ووطنه سيشعر بصعوبة، لكن ظروف البلد الصَّعبة ساهمت بدفعي نحو الهجرة، وهذا الأمر عمل على تقوية شخصيِّتي بشكلٍ كبيرٍ، وزيادة قدرتي على اتخاذ القرارات بشكلٍ دقيق ومنطقيّ، وتحمليّ لنتائجها مهما كانت.

فكل شيءٍ سلبيّ أو صعبٍ نُقابله في حياتنا يجب أن نعمل على تحويله إلى شيءٍ إيجابيّ نستفيد منه في رحلتنا. أمَّا سوق العمل الإماراتيّ فهو من الأسواق الكبيرة والأكثر قوَّةً في العالم وأكثرها منافسة ففيه تجد مواهب من العالم كله مع أشخاص درسوا في جامعات عريقة ويتكلمون لغاتٍ مختلفةٍ ويتركون الكثير من المهارات، لذلك يجب أن نحضر أنفسنا بشكلٍ جيدٍ كي نتمكن من النجاة فيه ومن ثم النجاح.

ذكرتي في مقابلةٍ لكِ مع تلفزيون SUBORO أنَّ لُغتك العربيَّة جيِّدة جدَّاً، أخبرينا عن أكثر النُّصوص والكتّاب قُرباً لقلبك؟

منذ صغري أحببت القراءة، فقد امتلك والدي مكتبة مهمّةً وأذكر بشكلٍ واضحٍ أنّ أوّل روايةٍ قرأتها وعمري لا يتجاوز ال12 سنة كانت "قصة مدينتين" لتشارلز ديكنز وهي من الروايات الغزيرة والمؤثرة.

أحببت الشعر العربي القديم وكنت أتناقش مع جدي رحمه الله بمعاني الأبيات الشعرية وقصص القصائد، من الروائيين المفضلين (غابرييل غارثيا ماركيز) خاصَّةً "قصة موت معلن"، وكأدبٍ عميقٍ أحبُّ (دوستويفسكي). التغذية الصحيحة تعطي نتائجها والقارئ سيكون بالضرورة كاتباً يوماً ما.

وقد كان لي شرف لقاء الكاتب السوري القدير الراحل (خالد خليفة) والاستزادة من خبرةٍ عميقةٍ في الأدب والتاريخ والحياة في أثناء ثلاث ورشاتٍ كتابيةٍ كان نتاجها عملي الأدبي الأول "لمَّا تشرق الشمس بعد" المنشور في مجموعة قصصيَّة بعنوان "نكتب لننجو" بإشراف الكاتبة الملهمة (سلوى زكزك).

ما أُثر مبادرة Uplifting Syrian women في حياتك العمليَّة والشَّخصيَّة؟ 

إنَّ مبادرة Uplifting Syrian women هي جزءٌ لا يتجزأ من يومي وحياتي وأحلامي، فهي تمثل كل ما أؤمن به وأرغب بأن أكون جزءاً منه، من خلق مساحةٍ آمنةٍ للنساء حتى مساعدتهم في كل ما قد يحتاجه وصولاً إلى العمل على رفع وعي المجتمع والمساهمة بخلق عالم أفضل.

أمّا على الصَّعيد المهني فأنا أعدُّ أن عملي الحالي نتيجةً مباشرةً للخبرات والمهارات الَّتي طوّرتها أثناء عملي مع مبادرة Uplifting Syrian women كمسؤولةٍ عن قسم المحتوى الكتابي وقسم العلاقات العامَّة.

ما نصيحتك للنِّساء بشكل عامّ؟

إنَّ النَّصيحة الذَّهبية من وجهة نظري للنِّساء عامَّةً هي عدم تبرير بالفشل، بل تحليل وفهم التجربة والاستفادة منها في طريق النجاح، وعدم التذرع بالظُّروف المحيطة لتحقيق ما نصبو إليه. الفرصة لن تأتِ إلى عتبة بابك عليكِ الخروج والسعي نحوها.

ما أهدافك القادمة؟

أهدافي القادمة هي البقاء على قدر المسؤولية في تطوير قسمي المحتوى الكتابي والعلاقات العامّة في المبادرة، والحفاظ على الفرق المميزة في كل منهما وهنا أرغب بتوجيه شكر حقيقي لكل فرد فهم جزء لا يتجزأ من رحلتي ولكل منهم مساحة في قلبي.

أرغب بالتطور في مجال العلاقات العامَّة والعودة للكتابة والصحافة، أما الحلم الكبير يبقى النجاح بكتابة رواية.

اقرأ أيضاً: