Uplifting Syrian Women

Culture of non-violence

ثقافة اللاعنف

تعدّ ثقافة اللاعنف مصدراً للأمل، ليس لمجرد محاربتها للعدوان الجسدي؛ بل لكونها فلسفةً تعزّز الرحمة والتعاطف وحلّ النزاعات سلميّاً. كما أنّها تخلق أفراداً يقدّرون أهميّة التفاهم والتعاون والسلام.

"بما أنّ الحروب تبدأ في عقول البشر، ففي عقولهم يجب بناء حصون السلام".¹

ما هي ثقافة اللاعنف؟

يرى "غاندي" أن ثقافة اللاعنف هي أعظم قوة في يد الإنسان، وأقوى من أسلحة الدمار التي اخترعها العقل البشري. فهي أسلوب رافض لاستخدام العنف من أجل تحقيق التغير الاجتماعي أو السياسي.

كما تمكِّن الناس من خوض طريقِ كفاحهم للحرية دون اللجوء للعنف. لا يعدّ تبني ثقافة اللاعنف وسيلةً لتجنّب الصراعات فحسب، بل أيضاً لتحقيق الفعالية في العمل وخاصّة في المجال السياسي.² يمكن اعتبارها ثقافةً تميّز الإنسان عن غيره من المخلوقات لأنّها تحتاج عقلانية، وترفض اللجوء للعنف في حلّ المشكلات.

باعتبارنا نعيش في عصرٍ غير مستقر، تنتشر فيه أسلحة الدمار الشامل والقوى النووية، فقد أصبحت البشرية معرَّضةً للفناء. لذا تمثّل ثقافة اللاعنف مفتاحاً لحلّ المشكلات والصراعات بصورة سلمية. كما أنّها طريقة للتعايش والتفاهم مع الآخرين.

يصادف الثاني من أكتوبر كلّ عام اليوم الدولي للاعنف، والموافق لذكرى ولادة "مهاتما غاندي" أو مؤسس ثقافة اللاعنف.²

مزايا ثقافة اللاعنف

  • هي أسلوب يُستخدم لحلّ النزاعات، يرفض استخدام القوة الجسديّة أو العدوان، وبالتالي يقلّل من الحروب والصراعات.
  • تعزّز العدالة الاجتماعية والمساواة، والتفاهم والتعاون بين الأفراد والمجتمعات.
  • تهدف إلى معالجة الظلم، وترسيخ القبول الاجتماعي، وبناء سلام مستدام بوسائل سلمية.
  • تتميّز بأنّها تلجأ إلى تحكيم العقل الذي يميّز الإنسان عن غيره، فهي تختصر على الإنسان الخسائر البشرية والمادية والطبيعية.
  • لا تسبّب أضرار، على خلاف العنف الذي تمتدّ آثار أضراره لتؤذي الكثير من الأبرياء.
  • وصِفَت بسياسة الناس العاديين، وتبنتها حركات وجمعيات في جميع أرجاء العالم بوصفها أسلوبٍ في الحملات التي تهدف لتحقيق العدل الاجتماعي.²

ضرورة تبني ثقافة اللاعنف

تبني ثقافة اللاعنف ضرورة لا يمكن الاستغناء عنها للحفاظ على البشرية وعلى كوكبنا وعلى كلّ إنسان حيّ.

تكمن ضرورتها بكونها تحمي من الأضرار الجسيمة التي يخلّفها العنف على الضحايا. فآثار العنف كثيرة. مثلاً: زيادة حالات الانتحار، والضرر النفسي المرافق للناجين؛ مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات ما بعد الصدمة. كما أنّهم معرضون للإصابة بالكثير من الأمراض الجسدية المزمنة مثل السمنة وأمراض القلب والسكري وغيرها.

كيف يُعالج العنف؟

  1. سنّ القوانين والعقوبات ضدّ كلّ أنواع العنف. وتأمين فرص عمل للنساء ضمن بيئة ملائمة وآمنة، سوف يقلّل من العنف الاقتصادي الذي يتعرضون له، ويجعلهم مستقلّين مادياً.
  2. حماية الأطفال من العنف المنزلي الذي يتعرضون له، وضرورة تشجيعهم على طلب المساعدة في حال تعرضهم لأيّ شكلٍ من أشكاله، ذلك سيخفف بوضوح من العنف المُطبَّق على الأطفال.
  3. نشر ثقافة اللجوء للأخصائيين النفسيين، لاسيما للمراهقين الذين يبدون تصرفات عنيفة، أو يتنمرون على زملائهم.
  4. دعم ضحايا العنف والناجين منه، وتأمين العلاجات المناسبة لهم.³

ما هي وسائل اللاعنف؟

هناك العديد من الوسائل التي تساعد على ترسيخ ثقافة اللاعنف، مثلاً: اعتماد ثقافة الحوار والتفاهم مع الأطراف المختلفة. وتعدّ التظاهرات السلميّة مثل المقاطعة، والمهرجانات، والعصيان المدني، والإضراب وسائل خالية من العنف أيضاً.

ويمكن اعتماد الكثير غيرها من أنواع اللاعنف سواء في المنحى الثقافي والفني، أو السياسي والاقتصادي، بحيث يكون لها أثر عميق على المجتمع.⁴

بإمكاننا كأفراد إدخال ثقافة اللاعنف إلى حياتنا اليومية وجعلها وسيلة لحلّ خلافاتنا ومشاكلنا. مثل ضبط أنفسنا أثناء التعرّض للإساءة، أو أن نتجاهل من يقوم باستفزازنا ونبتعد عن المشاجرات بشتى الوسائل. أيضاً يمكننا اعتماد لغة الحوار مع الآخرين لحلّ المشكلات التي تواجهنا.

في النهاية، تتعلّق ثقافة اللاعنف بالاعتراف بإنسانيتنا المشتركة والعمل معاً لخلق عالمٍ أكثر سلاماً وإنصافاً للجميع.

من خلال اعتماد اللاعنف في حياتنا اليومية وفي مجتمعاتنا، يمكننا المساعدة في بناء مستقبلٍ أفضل لأنفسنا وللأجيال القادمة.

اقرأ أيضاً:

المصادر

  1. UNESCO
  2. UN
  3. Almrsal
  4. Zawaya