Uplifting Syrian Women

What is sustainability?

ما هي الاستدامة؟

الاستدامة بمفهومها المبسط تعني الحفاظ على الاستغلال الجيد للموارد البيئية والإنسانية. من دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تحقيق أهدافها. مع الانتباه لعدم الإضرار بالمجتمعات مع توفير أفضل النتائج.

تهدف التنمية المستدامة بمحاورها الثلاثة إلى زيادة رفاه الشعوب. كما تهدف إلى زيادة الوعي حول التغييرات التي تصيب كوكبنا من الاستخدام الغير مسؤول للموارد. وتؤكد ضرورة خلق وعي حول الأضرار التي سيواجهها الإنسان في المستقبل إذا لم يتم التعامل مع الاستدامة بمسؤولية.

كل ذلك يصب في تحقيق السلام والاستقرار للإنسان. 

ما هي الاستدامة؟

نشأت كلمة الاستدامة من "الديمومة" أي الحفاظ على الشيء بشكل دائم ومتوازن. حيث يبقى متوفر وموجود ويمكن الحصول عليه بسهولة مع تعاقب الأجيال. فلا يواجهون مشاكل في البحث عنه. وقد خلق هذا المصطلح تحديات كثيرة وحس بالمسؤولية تجاه الأجيال القادمة.

فالحفاظ على الموارد الموجودة في الوقت الحالي ليس مسؤولية حكومات فقط بل مسؤولية فردية يشارك فيها الجميع. وبما أن الحياة على كوكب أخر ليست مضمونة بعد وما تزال موضع دراسات، فمن واجب الجميع المساهمة والتكاتف في إيجاد بدائل وحلول. بحيث تجعل الموارد المتاحة في كوكبنا في الوقت الحالي موجودة لاحقاً.

كما أن نستطيع من خلالها تحقيق أفضل النتائج سواء كانت موارد إنسانية أو بيئية أو اقتصادية. ولا شك أن الجميع يستطيع المشاركة في عملية الاستدامة. وتشكّل الأسرة حجر الأساس في التنمية المستدامة. يتم هذا من خلال خطوات بسيطة يقوم بها كل فرد بالأسرة.

إن المشاركة تجعل الاستهلاك الكبير للموارد أقل وطأة ومدروس بشكل أكبر. بحيث يصبح أكثر من مجرد عمليات يقوم بها الفرد بل يتحول إلى أسلوب ونمط حياة يتبعه الفرد منذ صغره.

متى ظهر مصطلح الاستدامة وما هي محاوره؟

ظهر مصطلح الاستدامة لأول مرة في ثمانينات القرن العشرين. عرفت لجنة بريتون لاند في عام 1987 "الاستدامة" على أنها: "تلبية حاجات الحاضر دون المساس بقدرات الأجيال المستقبلية على تلبية حاجاتها الخاصة".¹ على هذا الأساس رفعت الأمم المتحدة راية الاستدامة.

كما رأت فيها ضرورة حقيقية خاصة للبلدان النامية. فمازال هناك حوالي 140 بلداً تبحث سبل للتنمية. لكن ذلك يترافق مع خطورة الإضرار بالبيئة والتغير المناخي وهذا بدوره يهدد الجيل القادم.

عملت الأمم المتحدة على وضع أهداف التنمية المستدامة ال17. رأت فيها الحل للوصول لاستدامة شاملة في جميع الجوانب. وأصبحت محط أنظار الباحثين والعلماء وعملت بها الكثير من الدول. في البداية كان مصطلح الاستدامة في الأساس مصطلح بيئي ويعني الحفاظ على موارد كوكب الأرض. لكن فيما بعد انقسم لثلاث محاور رئيسية ترتبط ببعضها وهي:

 

المحور الاقتصادي: يعني قدرة الاقتصاد على دعم مستوى محدد من الإنتاج الاقتصادي. بالإضافة إلى التأكد من أن الأنظمة الاقتصادية تدعم النتائج الاجتماعية والبيئية المستدامة. كما تشكل مبدأ وأساس عملية التنمية المستدامة. وهذا نظراً لكونها توفر الوسائل المختلفة من التكنولوجيا الحديثة وغيرها للوصول لأهداف التنمية.²

المحور البيئي: الحفاظ على الموارد البيئية ومواردها. بالإضافة إلى التقليل من التأثير السلبي عليها بحيث نضمن استمراريتها. كما تعتبر أن الغابات والمياه العذبة والحيوانات جزء أساسي من بيئتنا ويجب حمايتهم. لذلك تدعو لتقليل التلوث ودعم التنوع البيولوجي لدوره في التوازن البيئي.³

المحور الاجتماعي: يدعم قدرة المجتمعات على خلق بيئة جيدة وصالحة للحياة والقضاء على الفقر والجوع. حيث يتعلق بإيجاد جو عمل مريح في الشركات. والبحث عن السلبيات والإيجابيات في الشركة بما يساهم في تحسين الإنتاجية العامة.⁴

كيف يمكننا حماية كوكبنا؟

أصبح للاستدامة وبالأخص البيئية أهمية كبيرة. ذلك بسبب ما يواجهه كوكبنا من تحديات مصيرية. على سبيل المثال، تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي وفقدان الثروات الموجودة. هذا يتطلب منا التصرف بحكمة أكبر والوعي بهذه التغييرات. وعليه اتخذ الباحثون والمنظمات كمنظمة الأمم المتحدة قرارات لمكافحة ذلك.

حيث أقاموا المؤتمرات ووضحوا العديد من الخطوات التي بإمكانها التقليل من التأثيرات السلبية على البيئة. من هذه الخطوات:

  • الاعتماد على الطاقة المتجددة: بدلاً من استخدام الوقود الأحفوري تم استخدام الطاقة المتجددة في الكثير من بلدان العالم. حيث أن طاقة الرياح والطاقة الشمسية وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة بإمكانها التقليل من انبعاثات الغازات والإسهام في خلق مستقبل نظيف ومستدام.
  • تقليل النفايات وإعادة التدوير: التخلص من النفايات بشكل مدروس. حيث يساعد هذا على التقليل من كمية النفايات التي ينتهي بها المطاف في المكبات والمدافن. بما أنها تحتاج إلى المزيد من الطاقة للتخلص منها وتزيد نسبة التلوث.
  • استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة: بإمكان الجميع استخدام الدراجة أو المشي. بالإضافة إلى استخدام السيارات الكهربائية التي تم الاعتماد عليها بشكل كبير في الفترة الأخيرة. حتى أن بعض الدول المتطورة قدمت تسهيلات كبيرة لمستخدمي السيارات الكهربائية. على سبيل المثال، المواقف المجانية وتوفير شبكة من محطات الشحن بتقنيات سريعة الشحن.

كيف تصب الاستدامة في سبيل تحقيق السلام؟

يعد السلام مطلب وهدف عالمي سعى إليه الإنسان منذ الأزل. حيث لا تزال الصراعات والحروب تحول دون تحقيق هدف السلام. كما تنشر التفرقة العنصرية والطائفية وغيرها. أصبح من الضروري تعزيز الثقة بين أبناء الشعب الواحد. بذلك يتم نبذ العنف والعنصرية وتعزيز أواصر المحبة والتعاون بما يخدم مصلحة الجميع.

ن عملية بناء السلام تشمل نشاطات متعددة وعلى مستويات عديدة. وهي تتطلب التفاعل بين القادة والمجتمع. بالتالي فإن عملية بناء السلام عملية مستدامة وحيوية وفق مستويات متعددة. لهذا وضعت الأمم المتحدة فكرة السلام من أهدافها الرئيسة.

حيث خصصت الهدف رقم 16 من أهداف التنمية المستدامة (السلام والعدل والمؤسسات القوية) للوصول إلى سلام مستدام. نادت فيه على ضرورة إنهاء الحروب والنزاعات حول العالم بالإضافة إلى ذلك ركزت على بناء المؤسسات التي ترتكز عليها تلك الدول ووفق نظام عادل.⁵

بالنهاية نرى أن تحقيق الاستدامة يعتبر فكرة عامة. يندرج تحتها الكثير من الأهداف. كما تتطلب تكاتف الأفراد والدول وفق أنظمة عالمية وخطط مدروسة. هدفها الأساسي حماية كوكب الأرض من المخاطر المحدقة به والتي ستظهر نتائجها للأجيال القادمة.

اقرأ أيضاً:

المصادر

  1. UN
  2. Research Gate
  3. Sustainability Excellence
  4. HBR
  5. UNODC