Uplifting Syrian Women

Role of Education in Peacebuilding

دور التعليم في بناء السلام

في عام 2022 مازال بناء السلام أحد الأمور التي يطالب بها الإنسان ويسعى لتحقيقها. ولأن بناء المجتمعات يبدأ من بناء الإنسان، فقد خلُصت كل الدول إلى ضرورة إحلال السلام عبر تعليمه حتى نصل إلى زمنٍ يكون السلام فيه أمراً مُعاشاً لابد منه. فما هو مفهوم السلام الذي نتحدث عنه؟ وهل يمكن حقاً تعلّمه وتعليمه؟

ما المقصود بالسلام؟

السلام هو حالة الأمان والاستقرار والانسجام بين جميع الأفراد في ظل غياب كل أشكال الاضطرابات والحروب والعنف. نقاء هذا المصطلح دفع كل المجتمعات للسعي لتحقيق السلام في أقاليمها ومع الأقاليم الأخرى قياساً للفائدة الملحة والقيمة التي تنعكس على الإنسان من كافة الجوانب. [1]

ما الذي جعلنا بحاجة لبناء السلام؟

إن الأحداث التي حدثت في العالم وراح ضحيتها الملايين من البشر كانت السبب المباشر وراء حاجة البشرية للسلام. "إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب" هي مطلع ميثاق الأمم المتحدة.

هذه الكلمات كانت الدافع الأساس وراء إنشاء الأمم المتحدة بعد الحربين العالميتين وكمية الدمار التي نتجت عنهما.

فكان الإجماع على إنشاء هيئة الأمم المتحدة 24 تشرين الأول/أكتوبر 1945 (تاريخ دخول ميثاقها حيز التنفيذ، للمساعدة في استعادة السلام بعد الصراعات المسلحة الآنفة، وتعزيز سلامٍ دائمٍ داخل المجتمعات وخاصة الخارجة من الحرب. [5]

العوائق التي تعترض تحقيق السلام

رغم تسليط الضوء على السلام وحاجتنا إليه إلا أن عملية السعي لتحقيقه تتعرض لمعوقاتٍ تعترض تحقيقه في العالم الحالي، وأهم هذه العوائق هي:

  • التنافس بين أقطاب العالم، ففي مجالس الأمن التي أُنشئت بغرض تحقيق السلام الدولي غلبت مصلحة الدول الكبرى على المسعى الأساسي للمجلس من خلال منحها حق النقض لتتقدم مصالحها مصالح الأمن الدولي واستقراره.
  • التعصب الديني والعرقي الذي نتج عنه الكثير من النزاعات والعنف الأمر الذي خلّف الكراهية بين هؤلاء الأطراف، وترسيخ الإرهاب والتطرف.
  • جشع وطمع الدول الكبرى ومحاولتها السيطرة على المصادر الطبيعية والاقتصادية للدول النامية.
  • عدم توازن النظام الاقتصادي العالمي، ووجود مجتمعاتٍ فقيرةٍ جداً وأخرى غنية، وهذا أنتج- في أغلب المجتمعات- حالةً من التذمر والحقد. [2]

السلام المجتمعي

السلام المجتمعي أو الاجتماعي هو العامل الأهم والأساس في تحقيق الاستقرار والأمن للمجتمعات كافة، وذلك بإحلال العدل وضمان حقوق كل الأفراد. إضافة إلى خلق تعاونٍ وتشاركيةٍ بين الأفراد ورفع قيم المواطنة لديهم. الأمر الذي يكفل تحقيق التنمية والتقدم والنمو والازدهار في القطاعات المختلفة وتطور المؤسسات الاجتماعية لأن الجهود كافةً تصبح منصبّةً في خدمة الوطن والمجتمع.

في حالة الخلافات والحروب تنقسم المجتمعات إلى عدة أطرافٍ تنشغل بالانتقامات والثأر من بعضها البعض، وتكون المصالح الخاصة هي العليا والغالبة على الاشتراكية والمصلحة العامة. ويستحال في حالات الاضطراب هذه الحفاظ على الحضارة القائمة حتى على أدنى حد، وتؤدي لانهيار كيان المجتمع بالكامل. [3ٍ]

تعليم ثقافة السلام المجتمعي

من أكثر الأمور إثارةً ولفتاً للنظر هو الحاجة للتعليم والتدريب على ثقافة السلام الاجتماعي في نفس كل فرد. الأمر الذي بات لا مناص منه حتى تبدأ النتائج بالتحقق. ما يولد مسؤولية كبيرة على مؤسسات المجتمع لترسيخ وتمكين هذه الثقافة منطلقين من السلام الداخلي النفسي لكل فرد إلى السلام المجتمعي العام والسلام البيئي مع التركيز على التنمية المستدامة.

فتعليم السلام هو عملية إكساب الأفراد للقيم والمعرفة وتطوير المواقف والمهارات والسلوكيات لديهم للعيش بمودة وهدوء مع أنفسهم ومع الآخرين ومع البيئة الطبيعية. [3]

ما هو دور التعليم في بناء السلام؟

التعليم هو أهم وسائل التخلص من الجهل والكراهية، ومن خلاله يتم التعريف بثقافة وحضارة الشعوب الأخرى وعاداتهم وتقاليدهم. ومن خلال هذه المعرفة تعلّم الشعوب احترام بعضها البعض وتقدير الاختلافات الثقافية والدينية فيما بينها، مما يتيح مجالاً واسعاً للتقارب وتسوية الخلافات بعيداً عن ثقافة العنف والحرب.

فإنّ نشر ثقافة السلام والتسامح في المجتمعات أصبح أهم المساعي التي يتم نقلها لكل أفراد المجتمع وللأجيال بواسطة التعليم. من خلال محاربة كل عوامل الخوف من الآخرين وتنمية قدرة الأجيال ودفعها إلى استقلال الرأي والتفكير النقدي والأخلاقي.

تساهم السياسات والبرامج التعليمية المعدَّة من قبل الحكومات والمنظمات بتعزيز التضامن والتسامح بين الأفراد ومحاربة العنف والتطرف، وذلك بتعليم القيم الإنسانية لتحقيق السلام والاندماج والتعاضد والتكاتف الاجتماعي والمعرفة بحقوق الإنسان والكرامة الإنسانية عبر التطوير والتحسين المستمر للمناهج.والأهم من هذا كلّه ربط التعليم بالمهارات الحياتية. [4]

دور مبادرة Uplifting Syrian Women في بناء السلام من خلال التعليم

مبادرة USW مبادرةٌ تسعى لتحقيق السلام وبنائه في المجتمع السوري خاصةً والمجتمعات العالمية عامةً من خلال التعليم وما تقدمه بشكل تطوعي خدمي ومجاناً من دوراتٍ تعليميةٍ وورشاتٍ تفاعليةٍ وجلساتٍ نقاشيةٍ حوارية لتفعيل حرية النقاش والتشاركية، وبهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح سلام المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

اقرأ أيضاً: التنمر والتحرش الإلكتروني- جرائم متخفيّة.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] Mawdoo3- Peace

[2] Mawdoo3- Community Peace

[3] Mimir

[4] Ishtar

[5] UN