Uplifting Syrian Women

Responsible Consumption and Production

الاستهلاك والإنتاج المسؤولان- أهداف التنمية المستدامة في سوريا

يتمّ تصنيف الكائنات الحيّة كمنتِجٍ ومستهلِكٍ في عمليّة التوازن البيئي. ومتى ما حدث خلل في أنماط الاستهلاك والإنتاج، يختلّ التوازن وتسود الفوضى.

أمّا بالنسبة للجنس البشريّ على كوكب الأرض، فإنّ استمرار وجوده واستقراره يرتبط بتحقيق التنمية المستدامة وأهدافها. ومن هذه الأهداف "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان".

ماذا يعني "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان"؟

يشير مصطلح "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان" إلى قدرة المجتمعات البشريّة على البقاء وفقَ مسارٍ ثابتٍ وتصاعديّ. وذلك فيما يتعلّق بتحقيق التنمية الشاملة التي تؤدي بدورها إلى تطوّر وتقدّم المجتمعات.

وتتعلّق أنماطه بتشجيع الكفاءة في الموارد والطاقة، واستدامة الهياكل الأساسيّة، وتيسير الحصول على الخدمات الأساسيّة. إضافةً إلى إتاحة فرص العمل الصديقة للبيئة، وتحسين جودة الحياة فيما يعود بالنفع على الجميع. كما يساعد تطبيقها في إنجاز خطط التنمية الشاملة، وخفض التكاليف الاقتصاديّة والبيئيّة والاجتماعيّة مستقبلاً. وأخيراً، سوف تساعد في توطيد القدرة التنافسيّة الاقتصاديّة، وخفض حدّة الفقر.¹

ماذا يحقق الالتزام بهدف "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان"؟

تقود أنماط الاستهلاك والإنتاج غير المستدامين إلى تدهور سريع في الموارد الاقتصاديّة والبيئيّة. الأمر الذي يعطّل عمليّة التنمية الشاملة. وإذا كان هذا الهدف يقوم حول فكرة "إنجاز المزيد بطريقةٍ أفضل واستهلاك مواردٍ أقلّ" فهو يتطلب ضرورة الفصل المنهجيّ بين النمو الاقتصاديّ من جهة، وتنامي استخدام الموارد والتدهور البيئيّ من جهة أخرى.

أمّا الالتزام به فسيثمر عن: استخدام الخدمات والمنتجات التي تلبي الاحتياجات الأساسيّة وتحقيق جودة حياة أفضل. وذلك عن من خلال استخدام أدنى حدّ من الموارد الطبيعية والمواد السّامة التي تنبعث من النفايات والملوثات على مدى دورة حياة الخدمة أو المنتَج. وذلك حتى لا تتعرّض احتياجات الأجيال المقبلة للخطر.²

ما غايات هذا الهدف؟

منذ اعتماده من قبل الأمم المتحدة كهدفٍ من أهداف التنمية المستدامة ال17 عام 2015 تمّ وضع خارطة طريق ضمنَ إطار عملٍ عالميّ لحثّ البلدان المتقدمة والنامية إلى التوجه نحو تحقيق أنماطه. وكانت غاياته هي:

  1. تنفيذ الإطار العشريّ للبرامج المتعلقة بأنماط الاستهلاك والإنتاج المستدامة. مع قيام جميع البلدان باتخاذ الإجراءات اللازمة وتوليها دور الريادة، ومراعاة مستوى التنمية في البلدان النامية وقدراتها.
  2. تحقيق الإدارة المستدامة والاستخدام الكفؤ للموارد الطبيعية بحلول عام 2030.
  3. تخفيض نصيب الفرد من النفايات الغذائيّة العالميّة على صعيد أماكن البيع بالتجزئة والمستهلكين للنصف. والحدّ من خسائر الأغذية في مراحل الإنتاج وسلاسل الإمداد، بما في ذلك خسائر ما بعد الحصاد بحلول عام 2030.
  4. تحقيق الإدارة السليمة بيئياً للمواد الكيميائيّة والنفايات طوال دورة عمرها، وفقاً للأطر الدوليّة التي تمّ الاتفاق عليها. والحدّ من إطلاقها في الهواء والماء والتربة للتقليل من آثارها الضارّة على صحّة الإنسان والبيئة بحلول عام 2020.
  5. الحدّ بدرجة كبيرة من إنتاج النفايات، من خلال المنع والتخفيض من رمي النفايات عشوائياً، وإعادة التدوير وإعادة الاستعمال بحلول عام 2030.
  6. تشجيع الشركات، ولا سيما الكبيرة، على اعتماد ممارسات مستدامة، وإدراج معلومات الاستدامة في دورة تقديم تقاريرها.
  7. تعزيز ممارسات الشراء العموميّ المستدامة وفقاً للسياسات والأولويات الوطنية.
  8. ضمان توافر المعلومات اللازمة للناس في كلّ مكان، والتوعية بالتنمية المستدامة وأنماط العيش في وئام مع الطبيعة بحلول عام 2030.
  9. دعم البلدان النامية لتعزيز قدراتها العلميّة والتكنولوجيّة للمضي قدماً نحو تحقيق أنماط الاستهلاك والإنتاج الأكثر استدامة.
  10. وضع وتنفيذ أدوات لرصد تأثيرات السياحة المستدامة التي توفر فرص العمل وتعزز الثقافة والمنتجات المحليّة في التنمية المستدامة.
  11. . ترشيد إعانات الوقود الأحفوري غير المتسمة بالكفاءة التي تشجع على الاستهلاك المسرف. وذلك من خلال القضاء على تشوهات الأسواق، وفقاً للظروف الوطنيّة. بما في ذلك إعادة هيكلة الضرائب والتخلص بالتدريج من الإعانات الضارة، حيثما توجد، لإظهار آثارها البيئية. على أن يتمّ مراعاة كامل الاحتياجات والظروف الخاصّة للبلدان النامية، والتقليل إلى أدنى حدّ من الآثار الضارة التي قد تنال من تنميتها. وعلى نحو يكفل حماية الفقراء والمجتمعات المحليّة المتضررة.³

ما الشركات السوريّة للطاقات البديلة؟

برزت في السنوات الماضية شركات سوريّة تعمل في مجال الطاقات البديلة. إذ قدمت نموذجاً لتطبيق هدف "الاستهلاك والإنتاج المسؤولان" من تقليل استعمال الوقود والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعيّة. خصوصاً في ظلّ أزمة انقطاع الكهرباء واللجوء إلى الطاقات النظيفة كالشمس والرياح.

منها شركة"WDRVM" للطاقات البديلة، إذ يعمل مصنعها حاليّاً على تلبية احتياجات السوق المحليّة حصراً. ووفقاً لخطّة وزارة الطاقة، يخطّط لتركيب حوالي ألفي توربين رياح في البلاد بحلول عام 2030، بقدرة إجمالية تبلغ 5 آلاف ميغاواط سنوياً. وهذا يمثل حوالي 80% من احتياجات سوريا بالكامل.⁴ منها شركة"WDRVM" للطاقات البديلة، إذ يعمل مصنعها حاليّاً على تلبية احتياجات السوق المحليّة حصراً. ووفقاً لخطّة وزارة الطاقة، يخطّط لتركيب حوالي ألفي توربين رياح في البلاد بحلول عام 2030، بقدرة إجمالية تبلغ 5 آلاف ميغاواط سنوياً. وهذا يمثل حوالي 80% من احتياجات سوريا بالكامل.⁴.

إنّ اعتياد الأفراد في المجتمعات البشريّة على ممارسات سلوكيّة تؤدي لاستدامة الاستهلاك والإنتاج ضروريّ لتحقيق هذا الهدف. إذ تسهم المبادرات الفرديّة والجماعيةّ حول العالم في تحقيقه، مهما كانت بسيطة. من خلال تدوير المخلفات، وإنتاج الطاقة النظيفة، والحفاظ على البيئة والموارد المائيّة والطبيعيّة، والتقليل من استخدام البلاستيك الضارّ سوف نحقق هذا الهدف.

فقد يتخيّل الفرد أنّه غير قادر على المشاركة في التغيير لتحقيق التوازن، ولكن للأفعال الصغيرة اليوميّة تأثير مهمّ وفعّال.

لا شيء مستحيل إن عملت الشعوب والحكومات معاً لحفظ موارد الحياة للأجيال القادمة وضمان استمرار الحياة البشريّة على كوكب الأرض.

اقرأ أيضاً:

المصادر 

  1. Arab SDGs
  2. UN
  3. Informea
  4. Asia News