Uplifting Syrian Women

Cyberbullying and Cyber Harassment - In Disguise Crimes

التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني- جرائمُ متخفيّةٌ

التنمر الإلكتروني والتحرش الإلكتروني، كيف يمكن الحد من تحول التكنولوجيا إلى أداة خطيرة تستخدم في التحكم بحياة شخص أو إنهائها من وراء شاشة؟

التنمر الإلكتروني والتحرش الإلكتروني مظاهرُ قد سمعنا بها وشاهدناها تحدث بدون أن يكون لدينا ردّة فعلٍ واضحةٌ غير الغضب والاستنكار. لا يمكن أن يكون حدوث أمر كهذا سبباً للاختباء والخوف. يجب على كل من يتعرض إلى التنمر الإلكتروني والتحرش الإلكتروني عرض هذه الجرائم وعدم الخوف من الإفصاح عنها. مع تقدّم الحياة والتّطور الذي نشهده في عالم الجرائم الإلكترونية، أصبحت عقوبات هذه الجرائم موجودةً ضمن الدستور وتُطبَّق على مرتكبها. لذلك إن عدم طلب المساعدة يمكن أن يودي بضحايا هذه الجرائم إلى القلق والاكتئاب وفي حالاتٍ أخرى إلى الانتحار.

التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني

على الرغم من أن التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني يظهران عادةً كأنهما ظاهرة جديدة مرتبطة بالأجهزة ووسائل التواصل الاجتماعي. إلا أنهما يعتبران امتداداً للتنمر والتحرّش الذي يحصل في الطرقات والمواقف والأسواق وغيرها.

تعرّف منظمة اليونسيف التنمر الإلكتروني على أنه "تنمرٌ باستخدام التقنيات الرقمية، ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات المراسلة ومنصات الألعاب والهواتف المحمولة، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة أو استفزاز المستهدفين به أو تشويه سمعتهم" [1]

ذُكر التحرّش الجنسي للمرّة الأولى عام 1973 على يد الباحثة ماري روي في تقرير لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا. ومنذ ذلك الوقت تعددت التعاريف واختلفت. أصبح تعريف التحرّش الإلكتروني "استخدام شبكة الإنترنت أو وسائل الاتصال الحديثة للتواصل مع أنثى بغير رغبتها باستخدام كلماتٍ أو إيحاءاتٍ أو صورٍ ذات طبيعة جنسية ما قد يؤدي إلى تعرضها إلى أذى نفسيٍّ أو جسدي" [2، ص6]

آثار التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني على الأفراد

تشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 7 من كل 10 شباب قد تعرضوا للإساءة عبر الإنترنت في مرحلة ما. كما أن واحداً من كل ثلاثة ضحايا للتنمر قد تعرض لأذى في الشخصية من جراء ذلك، وأقدم 1 من كل 10 على محاولة الانتحار. [3]
وقد حذرت اليونيسف اليوم من المخاطر التي تشكلها ظواهر العنف و"التنمر والتحرش الإلكتروني" على أكثر من ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة من مستخدمي الإنترنت عالمياً . ودعت إلى اتخاذ إجراءات تتناسق وتتضافر فيها الجهود، للتصدي للعنف ضد الأطفال والشباب ومنعه على الإنترنت. [4]

لا يمكن حصر آثار التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني في القلق والخوف فقط. حيث توجد العديد من القصص حول العالم لأشخاص قاموا بالانتحار بسبب تعرضهم للتنمر الإلكتروني.

يمكن أن يسبب التنمر الإلكتروني العديد من المضار على الصحة العقلية والجسدية للضحايا. حيث أن التفكير الزائد والقلق يمكن أن يؤدي إلى الإكتئاب والحرمان من النوم. وهذا ما يسبب الإرهاق الجسدي وعدم القدرة على أداء المهام اليومية بنفس الهمّة. كما أن التنمر يمكن أن ينقص من ثقة الضحية بالآخرين ويبعده عن الاتصال الاجتماعي مع محيطه. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يسبب فقدان الشهية وإهمال الطعام مما يجعل الحالة الصحية للجسم سيئة جداً.

يختلف التحرش الإلكتروني عن التحرش الجسدي بعدم وجود اتصالٍ جسديٍّ واضحٍ بين المجرم والضحية. ولكن هذا لا يعني الاستخفاف بمضاره التي يمكن أن تسبب الكثير من الأذى النفسي للمرأة. يُلحق “التحرش الإلكتروني” أذى نفسياً واجتماعياً كبيراً بالضحية لا يقل عن تعرضها للتحرش الجسدي، بينما يبقى المتحرش/ة -في أغلب الأحيان- بمعزلٍ عن العقاب نتيجة التغطية التي يؤمنها له اختباؤه/ا -معظم الأوقات- تحت مسمياتٍ وهميةٍ على شبكة الإنترنت. [5]

قصص ووقائع

لا يمكن إثبات مضّار التنمر الإلكتروني والتحرّش الإلكتروني حتّى نسمع الحقيقة من أفواه الضحايا. انتشرت العديد من القصص على الإنترنت لضحايا تعرضوا لهذه الجرائم. وحتى يكون للجميع صوتٌ في التعبير عن مخاوفه، هذه بعض من القصص المنتشرة:

  1. لميس. س، طالبة جامعية سورية، تروي قصّة تعرضها لمحاولة ابتزازٍ وتحرشٍ إلكترونيٍّ من شخص قدّم نفسه كباحث قام باختراق مشروع بحثي كانت تعدّه. تقول الجامعية: "تواصلت مع صفحة تقدّم الخدمات الجامعية وتساعد الطلاب بالأبحاث، لأتعرّف على شخص تعهّد بالمساعدة المأجورة". وتضيف: "بدأت القصة بشكل طبيعي حيث كان يطلب مني معلومات حتى ينجز البحث بشكل أفضل. وبعدها أصبح يكرر طلب اللقاء والاجتماع بذريعة إنجاز البحث على أكمل وجه، وهنا بدأت أشعر أن الوضع بات يأخذ منحىً آخر". وبعد فترة، طلب الشخص من الطالبة فتح الكاميرا بذريعة إتمام البحث، وهو ما استجابت إليه لميس لتتفاجأ أن محدّثها ظهر بمنظر غير لائق إطلاقا، وتكلم معها بألفاظ خادشة للحياء. تقول لميس: "لم أعرف كيف أفصل الاتصال، لقد ارتبكت جداً، حينئذ وما إن أغلقت الهاتف، حتى وصلني تسجيل مصوّر للمكالمة، أبدو فيه كأنني متقبلة لهذا المنظر". وتضيف بدأ الشخص الذي بدا محترماً في البداية بابتزازي، وتهديدي بنشر التسجيل في حال لم أستجب لطلباته، بأن ندخل في علاقة ومن ثم طلب آلاف الدولارات. استمر الابتزاز أياماً "عصيبة" على الطالبة الجامعية التي أخبرت شقيقتها وشقيقها طلباً للمساعدة للخروج من الورطة. ورفضت لميس الإفصاح عن الطريقة التي تخلصت فيها من هذا المأزق الذي أرّق حياتها لأيام وليال طوال، لأن الأمر لم يكن سهلاً على حد قولها. [6]
  2. قصة أخرى وقعت ضحيتها كاسي من المملكة المتحدة. تقول كاسي: كنت في الثالثة عشر من عمري عندما بدأت شخصية ما مراسلتي على الإنترنت على أنها عارضة أزياء. بدأت بالتعرف علي وجعلتني أرسل صوراً لها من دون ملابس لإقناعي بالتحوّل إلى عارضة أزياء مثلها. أصبحت تهددني بالصور إن لم أتابع معها وأفعل ما تريد. وطلبت مني إرسال عنواني ومعلومات أخرى من أجل مقابلة مديرها. في اليوم التالي جاء رجل إلى منزلي واعتدى علي جنسياً والتقط صوراً لكل شيء. لم أعرف ماذا أفعل ولم أرد إخبار الشرطة لأنني اعتقدت أن الشرطة ستقول إنني أضيع وقتهم. بدأت في إيذاء نفسي وإهمالها. بعد ستة أشهر اتصلت بي الشرطة بعد إلقاء القبض على المجرم، حيث اتضح أنه قام بجرائم مماثلة. استمر الاكتئاب والقلق طوال فترة مراهقتي، وتناولت جرعتين زائدتين. لم أحصل على استشارة حتى بلغت الثانية والعشرين من عمري. وذلك عندما قررت أن ما حدث لا يجب أن يحدد هويتي وقد ساعدني حقاً أن يكون لدي شعور بأن العدالة قد تحققت. بدون ذلك، كان من الصعب التعافي" [7]

جميعنا نملك قصصاَ مشابهة عن أشخاص ومشاهير تعرضوا للتنمر من العامّة وانتهى الأمر بهم إلى العزلة والاكتئاب وأحياناً الانتحار.
نحن في Uplifting Syrian Women لا نملك سوى مكانٍ يمكن للجميع فيه الإفصاح عن مشاعرهم ومشاكلهم. لا يمكننا محاسبة المجرم. ولكن يمكننا دعم وتشجيع الضحايا على الإفصاح عن الجريمة للمسؤولين وعدم الخوف. هنا في هذا المكان قمنا بخلق بيئةٍ آمنةٍ للجميع.

اقرأ أيضاً: العنف ضد المرأة.

♀ مبادرة (Uplifting Syrian Women) هي مبادرة تسعى إلى بناء سلام مستدام في سورية من خلال التركيز على النساء ومساعدتهنَّ عن طريق تقديم دورات وورشات عمل ومناقشات وتدريبات مجانية عبر الإنترنت؛ وذلك بهدف تحقيق أهداف المساواة بين الجنسين والتعليم الجيد وتحسين الوضع الاقتصادي، والتي تصب في صالح المجتمع عامةً وتخدم غرض إعادة بنائه.

المصادر

[1] UNICEF

[2] Academia

[3] UN Chronicle

[4] UN News

[5] STJ- SY

[6] Syria TV

[7] Globalcitizen